أسير الوعود

فلا أنت حُرٌ لكسر القيود، ولا أنت حُرٌ لتوفي العهود، فما أنت إلا حُلم انتصار وزهوة أملٍ وربح قرار، وما أنت إلا سجينُ الحبور وليدُ الفرحة أسيرُ الفراق، وما البعد إلا قسرٌ واشتياق، وما البلد إلا حلم الطفولة، وفك قيود الأنين الطويلة، وحلمي البعيد بأني أعود، ودمعي حبيسٌ طيلة عقود، ولما انهار السد المنيع، ولما شفي الجرح الغميق، ولما توجهت اليها العيون، وتوجت بلادي بروح الحرية وعين لها نازفة بالأسرى و ريح ياسمينها دماء الشهود، ولما تأملت فينا الوعود بأنا يوماً لها سنعود، وما أنت إلا أنين اشتياق، و روح في الغربة تخشى الخلود، ولا من أحد يعي ما أقول فألمي قديمٌ وجرحي سحيقٌ و اغترابي طويلٌ و بلدي بعيدٌ وفي بيننا سدود و حصون و سفر طويل و شتى القيود، وما أنت إلا حُلمٌ حُر يسير الليالي و يهجو الصحاري و يسبح في ملكوت الله لعله ينظر الى مقلتيك فيمحو الأسى عنهما ويبدل غمامة قلبك بنصر الأماني واستجابة الدعاءِ ونرنو أخيراً لبلد الخلود …

هُدى مهاب كيلاني

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top