خشيت

خشيت أن أموت وفي قلبي بقايا أمنية، بقايا أحلامٌ وآمال وتجربة، خشيت أن يبقى الكلام عالقاً في قلبي، والذكريات مصفوفة في عقلي تؤلف كُتباً وتفتح مكتبة، خشيت أن يسرقني الزمان وأكبر بالعمر اسرع من الأحلام وأن يبقى الكلام طي الكتمان محبوساً خلف السطور وخلف القضبان، وأن يبهت الشعور ويخف الحضور وينسى النسيان أن عندي كلام كثير يقال، غداً يودعنا الزمان شئنا أم أبينا فهذي حقيقة الإنسان، يحس الإنسان بقرب رحيله قبل رحيله فيُشهد الله على قلبه ويتمنى لو عادت به الأيام ليفعل الذي كان ينوي فعله، لم يسعفه الوقت لفعله، فمثل سرعة الأيام سرعة عمر الإنسان، خشيت أن أموت وأنا حزينٌ مرهق تعبان، لم أحسن الى جسدي، او صحتي، او عقلي، ولم اذق حلاوة الإيمان، خشيت الرحيل وزادي حقاً قليل و لم اعش يوماً كاملاً بالرضى والقبول والتقدير والتسليم والامتنان، هجرت القرآن والورد والأذكار، وأشغلتني الألسنة والأحاديث ولهو الحديث في الليل والنهار، يارب يارب لا تجعلنا من اتباع الكفار، لا يهمني في هذا الكون إنسان إن لم يذكرك، او يخافك او يتذكرك، فلا رجاء من أحدٍ امتلكته الحياة و هو يعلم يقيناً ان سيسترده الممات، ايها المؤمنين ابشروا فالله لا يضيع اجر عامل منكم ذكرا كان او انثى فاعملوا بارك الله بكم و الله خشيت الموت ولساني عن امر المعروف منكرٌ وعن قول الحق مستكبرٌ فلا بارك الله بالشيطان وثبتنا يارب على نور الإسلام وارزقنا يارب حب القرآن واتباع سنة العدنان…

هدى مهاب كيلاني

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top