لم يمهلني الموت عودة

الموتُ لا ينتظر أحداً!، كُل الذي أجلته للغد لم يؤجلني، لم يمهلني أملي ساعات النوم الزائدة أو دقائق اللهو المتعمدة أو الوقت الذي أهدرته بوعيِ مني على عبث الدنيا ولهوتها، لم ينتظرني أبداً ملك الموت أن أكمل حلمي المعلق بين السماء والأرض، أن أصلح علاقاتي المتعبة، أن أصل رحمي، أن أطيع ربي و لا أهجر فرضي، خطفني مثل نسمة الربيع الباردة، لم يملهني لقاء ربي ما أقدم له في دنيتي، كنت أنوي فعل الكثير وتحقيق الكثير، ان أحافظ على نفسي وبيتي و ما ائتمنني عليه ربي، أن أصلح في الأرض لا أن أكون فاسداً مفسدا، أن أكون نسمة ربيعية آمنة لا مروعة ومفزعة، لم يمهلني النهوض من غفلتي و اداء فريضتي، ويحي لم أصلح بعد ما أفسدته تربيتي لصغاري، لم اوصيهم بتقوى الله وعبادته حتى يلقوه مؤمنين، وصية مولانا إبراهيم وأنبياءنا الطاهرين أن توفني مسلماً وألحقني بالصالحين، أن يكون لي لسان صدقٍ في العالمين، ان أكون من ورثة جنة النعيم، أن يدخلني مدخل صدقٍ، أن تكون أمة مسلمة من ذريتي، أن يتقبل ربي دعائي!! لم يملهني ان اناجي ربي في صلاتي صلاتي التي اؤديها مرضاة لنفسي كي لا تلومني، واسارع فيها ركضاً الى دنيا ستتركني، وهي التي فيها خلاصي ونجاتي وآخرتي، اتخاذل فيها مرتباً لهلاكي، اؤديها لإسكات صوت الضمير إن بقي لا خوفاً وخشوعاً من خالق النفس التي أودعها أمانة وسيستردها في أي لحظة، أيها القلب الجشع ما ألئمك؟ ألا تخشع؟ ألا ترهف للقاء ربك؟ وكيف تلقاه والذنوب أثقلتك؟ أيتها النفس التي أثر عليها الصهاينة بتكبرهم وغرورهم في الأرض وشركهم وغلوهم وعلوهم وسفكهم الدماء بغير الحق وتقاضي الربا واقتراف كل مغضبات الرب والزنا، هل ران على قلبك؟ ستدفن تحت التراب ولن يمهلك الموت توبة، تُبنا إلى الله ربي فأشهد تُبنا إلى الله ربي وربك، تُبنا إلى الله حتى بيوتنا بها تقوم وقلوبنا بها تعمر و ايماننا بها يقوى، تُبنا إلى الله أيتها النفس التي تطغى وتتجبر، لك ربٍ هو منك أكبر، لله العودة لله العودة، وإلى الله ترجعون! لن يمهلك الموت عودة للتوبة فاللهم توبة.

هُدى مهاب كيلاني

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top