لستُ أرجو من الحياة شيء، بعد أن آمنت واطمئننت أن قدري بيد مالك ملكوت كل شيء، لا شيء يُؤرقني ولا مس يصيبني ولا ألم بعد إذ يؤلمني، ما أنتم سوى عبادٌ من عباد الله الذي سجد له كُل مافي الأرض وآمن به كل من في السماء وطاع أمره القاصي والداني واخفض له السمع العاصي والقاسي، لا تزعجونني بشيء ما أنتم سوى عبادٌ من عباد الله الذي عبده كُل ما خلق وبرأ وذرأ وكُل طيف ولمسٍ وهمس وكُل صوتٍ وعينٍ وقلبٍ وروح، مايصيبني من كدرٍ وهذه الطمأنينة تلتف فوق روحي وتحاوط كياني و وجداني ويكتنفني الإيمان بربٍ جبارٍ كبيرٍ وسع علمه كل شيء، لا تضرونني بشيء ما أنتم إلا عبادٌ من عباد الله الذي خلقكم وسوف يميتكم ثم إليه ترجعون، ستحاسبون على كل فعلٍ وقولٍ وظنٍ وإثم ومن عمل غير صالحاً ولم يتب فياله من ويلٍ، من أنتم لتحزنوا هذا القلب وله ربٌ أفاض برحمته عباب الأرض وأنزل سكينته في وادٍ وصخر وجعل من البحر أمان ومن النار سلام ومن البرد دفئ ومن الحرب نصر، من أنت يا إنسان يا ذرة تعمى عن رؤيتها عيون الملائكة والجان يامن طغى وعاث في النفوس شروراً وخسران وما كان جزاء الإحسان إلا الإحسان، من أنت ولم ترعى الله في نفسك وما وهبك من عينٍ ونبضٍ و وجدٍ وإيمان، وسخر لك مافي السموات ومافي الأرض لتربو وتزهر وتملأ الأرض ريحانٌ وريعان، من أنت يا إنسان؟ متكبرٌ متجبرٌ منان بائع البيعة بشيءٍ من الدنيا خُسران، من أنتِ يا نفسٌ ويا إنسان والله تعلم ماجُبلت عليه وتعلم مردك والله فوقي وفوقك ويومئذٍ لقاءٌ لا شقاء فيه لقاء العدل والميزان، فأعمل اليوم إنا عاملون وما أنا وما أنتم إلا عبادٌ من عباد الله وإليه ترجعون فاللهم أصلح هذا البال وهذا الحال قبل أن يفقد اللسان القدرة على الكلام وينذر الزمان بقرب الختام واللهم يا قابل التوب وغافر الذنب اللهم حسن الختام …
هُدى مهاب كيلاني