في العالم الآخر – نجاة

أرغب في النجاة من هذا العالم، بحق إلى حيث تقرر أرواحنا أن هذا هو السكن والمأوى، إننا نعيش في كابوسٍ ممتد بين يدي الشيطان خيوطٌ يحركها ويهفو الإنسان عليها هفواته فيسقط في الجحيم ضالاً غير باراً، يُتبع الحق بقسوة وبقوة لأنه لم يكن شيئاً تطيب به النفس أو تحلو لها الحياة بصحبته، لأن الحق حق والحق لأنه حق عصي على القبول وصعب للتحمل وقاسٍ في الوقع فلا يطيقه المرئ ويسير في نفاقه مواكباً الركب كي يستمر بالعيش على أمل أن ينجو، لن ينجو، لأن النجاة بيد الله وأنت بعيدٌ كُل البعد عن حبل الوصل بين وتينك وبين الهك، ويسوقك ضلالك إلى ظلماتٍ فوقها ظلمات وتأبى ألا تُهتدى فأنت مُحبٌ للهلاك بفطرتك غير السوية التي صنعتها من شهواتك المتهالكة، تأبى أن تنجو لأنهم أوهموك أنك هالك مثلهم، لأنهم يعلمون مصيرهم ويرون خلودهم بأم أعينهم ويرغبوا لو كُنت أنت وكُل من في ملتك أن تلحقوا بهم، استيقظ يا مُجرماً للنفس في الحياة فإنغماسك فيها يؤدي للهلاك، وأنت قابلٌ جداً للإنسحاق، ما لم تكن صوتاً للحق وسنداً للضد وصرخةً تعلو بها في المساجد، إن كان للمسجد حرمة باقية في ذمتك…

هُدى مهاب كيلاني، لا أُحِب أن تُنقل كلماتي بحروف جامدة دون معنى دون اسم او لغة لأن ناقليها أجهل من أن يفقهوا حقيقة شعورها إنها لليقظة، للتفكر، للإستيقاظ، يا إنسان.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top