إمرأة

أنا لستُ من هذا الكوكب، أنا إبنة الشمس التي أحببتها في طفولتي وزرعت فيّ حب الغدِ، إبنة السعي والجهد الذي نهلناه من دروس تعلمناها وأخرى شاهدناها وشارات طفولةٍ زرعت فينا أملاً لا يحصى وحُباً ليس له حد، إبنة كُل الأشياء الجميلة مثل الورد والود والسماء الصافية والبحر والعشب إبنة رجلٍ طيبٍ وأُمٍ بأمة وإبنة لكُل ضد، فالليل نال مني أياماً لا تُعد والسهر رفيقي في الجد وفي الكد والدنيا مهزلتي والكتاب صديقي قبل القيل وقبل القال وقبل أن نبدأ السؤال، اليقين في نفسي يلوح على وجهي والذي في قلبي خلقه خالق الحب لكن سقاه من أراد له الحياة وقتله من اتخذ الشيطان وليا فدماء كُل مسلمٍ تُسفك تفيض في قلبي وأشعر أن لي بها ثأرٌ وأؤمن بأنه سيؤخذ كُلٌ ولابد، وإنما ترى بي هشاشة الأنثى ورقتها فإن بداخلي ألف رجُلٍ يقف وقت الجد عند كل ذي حد، فالمرأة أعجوبة الخلق بها كل مابها وتبقى بقلبها أم الجميع وتأسر بعقلها لب الجموع وإن أرادت فتكاً فعلت وإن أرادت عدلاً أقامت وإن أرادت كيداً وظلماً كانت له أهلاً فليس من شيءٍ قليل كانت نصف أهل النار فكوكبها الكامن في داخلها يحرر بلداناً ويقتل شباناً ويعيث الفساد والدمار، كانت للمرأة صاحبة تدعى المرآة فخانتها عندما كبُرت فأراقت دمائها وضاعت حياتها وكانت لأخرى صاحبةٌ تدعى إيمان ربت فيها وكبرت معها وبها استطاعت أن تحيا في قلوب وكتب كثيرين بعد النسيان فقرب الله وحده نجاة لكِ وكل مادون ذلك هلاك ولو زينوا لك ارقى وافخم الألقاب فالنار كانت برداً والحطب كان بستان فاللهم سلاماً يارب السلام…

هُدى مهاب كيلاني

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top