اهداء الى روح الشهيد نورالدين اللباد رحمه الله الذي عاد لبلده حُباً وفنى فيها قتيلاً…

باريس / ١٢ مارس ٢٠٢٥ ٣:٠٧ص

هذي البلادُ ترجمنا بالنار وسجيل الحجار، هذي البلاد تسرق أحلامنا، أيامنا، أعمارنا وتنثر فوق قبورنا الغبار، إني لا أحاول كتابة شعرٍ إنما أحاول وصف مأسآتي، بلادٌ دمرت بلدي والجأتني إليها لجوء إنساني، بلادٌ قتّلت شعبي و صاح لخروجها أحرار شامي ، لا قصاص منها، انما القصاص من الجاني، بلادٌ دمرت أحلامي، بلادٌ كم تمنينا لو كانت بلادي! ربي قد أفنينا اعمارنا في غربة تقتلنا الوحدة، يقتلنا الحنين وعندما حنت قلوبنا إلى العودة، عندما فاض الشوق الشجي أدمعنا دماً، غدر الغادرون بمقتلي ببلادي، بلادي ليست جنة بلادي كُل أحلامي، مت فيها حباً منذ ولدتُ ومت فيها قتيلاً فوق أحلامي، على رتبة الأماني أزف أحلامي بناء قصور وتعمير حجار و زراعة قمح و تعليم ابنائي حب ببلادي و فداء وطني و كتابة قصة أحزاني، روحي متعبة أنت لم تجرب شعور الذي اغترب عن أمه وعن وطنه وسقى أحزانه بالصبر ولجمها بالصمت حتى تعاظمت وصارت بلادًا كاملة، بلادي التي أولى بي وبعرقي، هذي البلاد سرقت مني كل أيامي، هذي البلاد أخذت كهولتي وشبابي و أخذت ولاء ابنائي، هذي البلاد عدوتي في قلبي وعدوي الأكبر الذي سرق مني وطني وقتّل شعبي وحرّق بيتي وأشعل قهري، هذي البلاد مهجري و منفاي وأود لو لا يكون فيها مدفني و شاهدي و فاتحتي، إني بقلبي أعود لوطني الذي خذلني ويخذلني مراراً تاركاً وراء ظهري أماني ومأمني وسلامي، لا لشيء وإنما لأنني ولدتُ وفي أوردة دمي حُب وطني وعلى جبيني ليس لجوء انساني بل سوريتي هويتي وطني ودمعتي وقاتلتي ومسقط رأس أقلامي، لا لشيءٍ إنما فيها دُفن اطهر الناس وفيها امتزجت الحضارات بالديانات وسالت دماء ألآف من الشهداء فداء لأعود اليوم وألحق بركبها الى دارٍ خير منها إلى دار قراري و استقراري، أودع آخر أمانيّ وآخر دموعي وآخر كلماتي وأشهد بأني على حبها جبلت وعلى اسلامها بنيت عمري و على فدائها أقدمت بروحي لا لشيء إنما لأدفن فيها شهيدًا يا خيرة قدري ويا كمال أيامي.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top