نحنُ الذين هجرونا ونكلوا فينا تنكيلا، هل من متذكر؟ هل من عالم؟ هل من سامع لصوتٍ قديم في الأفق يدك الأرض دك وطائرات الحرب تعزف فوق رؤسنا ألحان القصف، هل من عارفٍ بحجم المجازر والمذابح والحرائق وعدد الضحايا الطاهرين الأبرياء في حماة مدينة أبي الفداء، في المدينة التي صرخت أنيناً وكبرياء، من أنتم لتعلوا هاماتكم فوق رؤوس الناسكين الأتقياء؟ ألا لُعنتم لعنتين فالأولى يوم هببنا لنصرة أبناء جلدنا، دمهم دمنا ودينهم ديننا، قليلٌ إمعة يحسبون أنهم أجبر حاكمي الأرض ونسوا أن الجبار المنتقم فوق كل ذي كبرٍ وغرورٍ فتاك، إن نسيتم فأرجوكم لا تنسوا وابعدوا عن قلوبكم الحقد والبغضاء والفتنة، الفتنة نارٌ موقدة لعن الله من أشعلها فإياك أن تكن مشعلها، على إثر المذابح المرتكبة في حينا حي الكيلانية هاجرنا قسراً إلى رحاب الله الواسعة، نخاف على ديننا وعِرضنا بعد أن قدمنا لبلدنا كل ما بالإمكان لمواجهة الجبروت والطغيان، وشاء الله لنا غُربةً تتلوها غربة، إن كنتم نسيتم فنحن لا والله لم ولن ننسى، ولم نخن يوماً أرضنا، وحملنا شهدائنا في عقولنا قبل قلوبنا، حملنا أرواحنا طاعة لربنا، و وعداً بأن لنا عودة، رحمك الله يا أبا الحُسين لم تشهد هذه العودة، عودة الديار إلى أهلها وانقضاء تلك الحقبة النجسة فائحة الرائحة، نشهد الله أننا ما نسينا والقصاص عند جبار الأرض والسماوات العُلى، في هذا اليوم المبارك اهنئ ثورتنا على انتصارها والإمتنان لتضحيات أبناء شعبنا المقاوم الصابر المنتصر بإذن ربي الناصر، وأدعوكم للوحدة وتجديد المودة ولا تجعلوا للحسد في قلوبكم مطرحا ولا علو لمحافظة عن اخرى إنما هذه ثورة يا أمة الله خرجت من ظلمٍ وقهرٍ وانتهاك حرمات الله المقدسة ولا تفاخر في من بدأها لكن الفخر كل الفخر في أننا جُزء منها، إهداء إلى مدينتي العظيمة حماة وإلى تراب الديار الطاهرة في حي الكيلانية المدمرة وإلى أبناء شعبي و أمتي يا خيرة الله في أرضه رابطوا واثبتوا وقاموا وهنيئاً لكم ما قدمتموه وما نلتموه في هذه الثورة المباركة …

هُدى مهاب كيلاني

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top