زمردة

نعم مُتعبة، وما الضير في أن أصرح بتعبي أوعارٌ أن أكون متعبة؟ إمرأة حديدية فولاذية لا وجود لها سوى في عقول الرجال الحالمة، مثالية كمالية لا تزل ولا تُخطئ ولا تتعب مثل الآلة حائمة، حتى الآلات تئن وتتعطل وترتاح وتصان ويعمل لها العمائل لتعود إلى الخدمة، لسنا سوى جنودٌ مجندة، ضاقت بنا الدنيا ونعترف بضعفنا إلى الله وحده ولا نحب أن نبدو سوى أمامه بحلتنا الإنسانية الهشة الحقيقية، حتى الرجال صخورٌ والصخور تُكسر ويعاد تشكيلها فما بالكم بقارورات يعاد تدويرها؟ سُبحان الله! قارورة بحاجة إلى العناية نالت منها الحياة فلا تكن انت الآخر مصنعاً يزيد عملها، وافاجئك بأنها قادرة على انجاز عملها وعملك مرتان لكنها بذلك تُستنزف وهي قارورة! بحاجة إلى العناية، أنا من كوكب زمردة …

هُدى مهاب كيلاني

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top