المشكلة ليست في ديسمبر ولا في أن الأيام تنتهي وتنتهي معها أحلام وعمر وذكريات، المشكلة أنك ترمي حملك وكل ممتلكاتك على رهان مع الوقت وتعلم حقيقةً أنك لن تكون الفائز، لكن ما المشكلة في ألا تكون الخاسر كذلك؟ إنك تراهن على الايام والايام هي ذاتها مع اختلافٍ في التوقيت وتخشى الرهان على نفسك لأنك تعول عليها فعل الكثير ولا تمنحها سوى القليل وإذا خذلتك اسودت الدنيا في عينك، كيف وزادها ضئيل وعيشها استرخاء وشهوات ومناعة شيئاً قليل، المشكلة أنك تراهن على الخسارة دائماً وأنت تعرف هذا جيداً ومع ذلك تسير مع الموجة في تحديد أهداف لم تبني لها واقعاً حتى تكون في مستقبلك، فلا تنتظر ديسمبر ليخبرك أنها تبخرت فهي من أول ما ولدت ولدت ميتة لكنك أبقيتها حية في أمنياتك ولم تسعى اليها سوى سعياً قليل، والحقيقة أنها بحاجة إلى جهدٍ كبير وإنسان صادق مع نفسه لا يعول على خسارتها ثم يبكي في ديسمبر مكتئباً لأن أحلامه تبعثرت مرة أخرى ولم يبني لنفسه ولو صورةً تذكره بأنه فعل الكثير…
H.M.K 10:28 mer 16 déc 2025